أحدث التقنيات المستخدمة في علاج تضخم البروستاتا الحميد في مستشفى العبدلي

ما هي أعراض تضخم البروستاتا الحميد؟

يصاحب تضخم البروستاتا ظهور أعراض بولية مزعجة للمريض، سببها الضغط الناجم عن تضخم غدة البروستاتا على المجرى البولي وتضيقه أو حتى انسداده في بعض الحالات، بحيث يصبح جدار المثانة أكثر سمكًا وقد يتطور الأمر ليصل فقدان المثانة قدرتها على التفريغ الكامل للبول.

لا يحدّد حجم البروستاتا المتضخمة شدة الأعراض أو الانسداد الحاصل في المجرى البولي، فليس بالضرورة أن يعاني المريض من أعراض أكثر وانسدادًا أكبر إذا كان تضخم البروستاتا لديه كبير.

قد تشمل الأعراض البولية التي توحي بتضخم البروستاتا الحميد ما يلي:

• عدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل، والشعور بامتلاء المثانة حتى بعد التبول.
• الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، حوالي كل ساعة إلى ساعتين.
• الشعور بحاجة ملحة التبول وكأنك لا تستطيع الانتظار.
• مواجهة صعوبة عند بدء التبول وكأنك بحاجة للضغط لتمرير البول.
• الحاجة للاستيقاظ ليلأً أكثر من مرتين للتبول.
• تقطع البول؛ كأنك بحاجة للتوقف والبدء عدة مرات أثناء التبول مع تدفق ضعيف للبول.

كيف يجري تشخيص تضخم البروستاتا الحميد؟

هناك العديد من الفحوصات التي تجرى لتشخيص وتتبع تضخم البروستاتا الحميد تبدأ من لحظة مراجعة الطبيب في حال لاحظت أي تغيرات أو كنت تعاني من أي أعراض بولية بحاجة لتحديد أو استبعاد أي أسباب كامنة وراء ظهورها.

في البداية يُطرح عليك عدة أسئلة لتحديد شدة الأعراض التي تعاني منها ومعرفة تاريخك الطبي والعائلي،غالبَا ما تكون هذه الخطوة الأولى في التشخيص، بعد ذلك قد يطلب منك إجراء ما يلي:

• فحص المستقيم الرقمي؛ والهدف منه التحقق من حجم وملمس غدة البروستاتا من خلال تحسس سطح الغدة وحوافها للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية.
• اختبار البول، عادة ما يتم فحص عينة البول للبحث عن وجود الدم، علامات العدوى، الجلوكوز، البروتين، وأي عوامل أخرى قد تكون مفتاحًا للكشف عما تعاني منه.

إذا كنت تعاني من ظهور دم في البول، أو تشعر بالألم الشديد والحرقة عند التبول، أو لا يمكنك التبول يوصى بمراجعة الطبيب على الفور.

• اختبار PSA في الدم (اختبار المستضد البروستاتي النوعي)، لا يشير ارتفاع مستوى المستضد البروستاتي النوعي بالضرورة إلى الإصابة بسرطان البروستاتا. في الحقيقة، تسبّب معظم حالات تضخم البروستاتا الحميد، والتهاب البروستاتا، والتقدم في العمر، والتقلبات الطبيعية في الجسم ارتفاع مستوى المستضد البروستاتي النوعي في الدم.
• اختبار تدفق البول، اختبار يقيس مدى سرعة إفراغ المثانة للبول.
• اختبار حجم البول المتبقي بعد تفريغ المثانة، والذي يقيم حجم البول المتبقي في المثانة بعد التبول.

إذا كانت هذه الاختبارات غير قاطعة أو إذا كانت الجراحة ضمن الخطة العلاجية لتضخم البروستاتا الحميد فقد يوصى بإجراء:

• اختبارات ديناميكا البول، عدة اختبارات هدفها تحديد قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول وتفريغه بشكل كامل.
• تنظير المثانة؛ وهو إجراء يتم القيام به تحت التخدير الموضعي، يتمثل بإدخال أداة تشبه الأنبوب يسمى منظار المثانة من خلال فتحة القضيب بهدف النظر إلى داخل المثانة والمجرى البولي والكشف عليهما.
• التصوير بالموجات فوق الصوتية؛ تظهر صورة الموجات فوق الصوتية حجم البروستاتا وأي تشوهات أخرى مثل الأورام.
• خزعة البروستاتا؛ إجراء يتم خلالها أخذ عينة من أنسجة البروستاتا المتضخمة وفحصها تحت المجهر. نلجأ لهذا الإجراء في حال كان هناك اشتباه بالإصابة بسرطان البروستاتا.

ما هي طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد؟

حالات تضخم البروستاتا التي تنطوي على أعراض طفيفة لا تؤثر على نوعية الحياة قد لاتحتاج أي علاج. إذا كانت هذه هي حالتك فقد يتبع معك طبيبك نهج الانتظار والترقب والذي يتم فيه تحديد مواعيد منتظمة بهدف المراقبة النشطة لحالتك لضمان عدم تفاقم تضخم البروستاتا لديك.

هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج تضخم البروستاتا الحميد تشمل العلاج بالأدوية والجراحة، والإجراءات طفيفة التوغل. يعتمد اختيار العلاج الأفضل لحالة المريض على عدة عوامل من أهمها حجم التضخم الحاصل في غدة البروستاتا، عمر المريض، وحالته الصحية العامة، وشدة الأعراض الظاهرة لديه.

• العلاج بالأدوية

عادة ما يتم وصف الأدوية في حالات تضخم البروستاتا الطفيفة إلى المتوسطة، تعمل هذه الأدوية على:

1. ارخاء العضلات في عنق المثانة والبروستاتا، وبالتالي تقليل الضغط الحاصل على مجرى البول والمسبب للأعراض البولية المزعجة للمريض. يمكن وصف أحد مجموعة أدوية حاصرات مستقبلات ألفا لهذا الغرض.
2. تقليل إنتاج هرمون ثنائي هيدروتيستوستيرون، والذي يلعب دور رئيسي في زيادة نمو غدة البروستاتا.

قد يوصَف لك أحد هذه الأدوية أو كلاهما معًا لتخفيف الأعراض وتحسين تدفق البول. عادةً ما تبدأ الشعور بالتحسن في غضون أسبوع إلى ثمانية أسابيع بعد الالتزام بتناول الأدوية.

 

• الجراحة والإجراءات الجراحية طفيفة التوغل

غالبًا ما يتم إجراء الجراحة الأقل توغلًا في العيادات الخارجية. ترتبط مثل هذه الإجراءات بفترات شفاء أسرع ومكوث أقل في المستشفى ونتائج مستحسنة. نلجأ لإجراء مثل هذه الجراحات وتعتبر خيارًا علاجيًا فعالًا في حالات معينة تشمل بالدرجة الأولى الحالات التي لم تستجب للعلاج الدوائي، كذلك لدى الرجال الذين يعانون من:

1. إفراغ غير كامل للمثانة
2. ضعف شديد في تدفق البول
3. انسداد في المسالك البولية
4. حصوات في المثانة
5. وجود دم في البول

هناك عدة أنواع من الإجراءات الجراحية طفيفة التوغل يعتمد الاختيار من بينها على حجم البروستاتا المتضخمة، حالة المريض الصحية بشكل عام، واختياره الشخصي بعد مناقشة كافة الإجراءات المتاحة مع طبيبه ومعرفة ما هو الأنسب لحالته.

بعد إجراء أي من هذه الإجراءات الجراحية، يكون المريض قادرًا على استئناف ممارسة حياته الطبيعية وأنشطته اليومية في غضون أيام إلى أسبوع من الجراحة.

• استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP)

وهي الجراحة الأكثر شيوعًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، كما وقد يعتبرها البعض المعيار الأمثل لعلاج انسداد المجرى البولي الناجم عن تضخم البروستاتا. في هذا الإجراء يجري إدخال منظار مع كاميرا ومصدر للضوء تمكن الطبيب من رؤية عبر مجرى البول لرؤية أنسجة البروستاتا المتضخمة وقطعها باستخدام حلقة سلكية، ومن ثم دفع هذه الأنسجة المزالة نحو المثانة ليتم شفطها خارج الجسم باستخدام القسطرة. عادة ما يتم ترشيح جراحة استئصال البروستاتا عبر الإحليل للمرضى الذين يعانون من أعراض بولية متوسطة إلى شديدة.

• شق البروستاتا عبر الإحليل (TUIP)

وهو إجراء جراحي لتوسيع مجرى البول. يشار إليه في حالات تضخم البروستاتا المتوسطة، ولكن، وعلى الرغم من صغر حجم البروستاتا إلا أنها تسبب انسدادًا كبيرًا في المجرى البولي. يجري خلاله إدخال منظار المثانة وأداة تستخدم التيار الكهربائي أو شعاع الليزر عبر الإحليل وصولَا إلى البروستاتا لإجراء بضعة جروح صغيرة في البروستاتا وفي عنق المثانة (نقطة اتصال مجرى البول بالمثانة) هذا من شأنه توسيع مجرى البول وتقليل الضغط عليه وبالتالي تحسين عملية التبول وتقليل الأعراض المزعجة عند المريض.

• العلاج بموجات الميكروويف عبر الإحليل (TUMT)

يعتمد هذا الإجراء على موجات الميكروويف الحرارية في تدمير أنسجة البروستاتا الزائدة عبر تسخينها. يعتبر من الإجراءات السريعة منخفضة الخطورة و التي يشار إليها لدى المرضى الذين لا تسمح حالتهم الصحية العامة بإجراء جراحات أكثر توغلًا. 

• استئصال البروستاتا باستخدام ليزر هولميوم (HoLEP)

يستخدم في هذه الجراحة ليزر عالي الطاقة يقوم بتدمير أنسجة البروستاتا الزائدة وإزالتها. لا تنطوي هذه الجراحات على إحات أي شقوق أو جروح في الجسم، حيث يستخدم منظار المثانة لتمرية ألياف الليزر المرنة عبر المجرى البولي إلى البروستاتا والذي بدوره يدمر أنسجة البروستاتا المتضخمة. مقارنةً مع الإجراءات السابقة سواء استئصال البروستاتا عبر الإحليل أو شق البروستاتا عبر الإحليل فإن خطر حدوث النزيف أقل؛ إذ يعمل ليزر الهولميوم على ختم الأوعية الدموية أثناء قطع أنسجة البروستاتا، لذا يعد خيارًا مناسباً للمرضى الذين يعانون من بروستاتا متضخمة كبيرة الحجم ويرغبون بإجراء جراحي أقل توغلًا أو عند الأشخاص الذين يعانون من تضخم البروستاتا ومشاكل في تخثر الدم تعالج باستخدام مميعات الدم.

• تقنية الريزوم

على عكس الإجراءات الجراحية طفيفة التوغل المعتمدة على نقل الحرارة بالتوصيل كما في استخدام الإبرة عبر الإحليل (TUNA) بواسطة موجات الراديو عالية التردد أو العلاج باستخدام موجات الميكروويف (TUMT) لتدمير أنسجة البروستاتا وإزالتها، فإن تقنية الريزوم هي علاج غير جراحي يقوم على أساس مبدأ نقل الحرارة بالحمل (الحمل الحراري) باستخدام الطاقة الحرارية الطبيعية المخزنة في بخار الماء لتقليص حجم البروستاتا. 

توفر تقنية الريزوم علاجًا سهلًا وسريعًا لعلاج تضخم البروستاتا، حيث ينتهي الأمر عادةً بزيارة واحدة في العيادات الخارجية تنتهي في غضون ساعة إلى ساعتين. يتكون نظام الريزوم من مولد تردد لاسلكي وجهاز توصيل مربوط بعدسة تلسكوبية يتم إدخاله إلى الجسم عبر المجرى البولي وتوجيهه من خلال التصوير المباشر باستخدام العدسة. 

خلال هذا الإجراء واعتمادًا على حجم البروستاتا يجري توجيه حقن بجرعات مضبوطة من الطاقة الحرارية المخزنة في بخار الماء حوالي 2-7 حقن، مدة كل منها تسع ثوانٍ. تدمر الطاقة الحرارية لبخار الماء أنسجة البروستاتا الزائدة وبالتالي انكماش حجم الغدة. 

• رفع الإحليل البروستاتي

يتم خلال هذا الإجراء استخدام إبرة لوضع غرسات صغيرة في البروستاتا. ترفع هذه الغرسات البروستاتا المتضخمة وتشدها بحيث تقلل من الضغط الحاصل على الإحليل وما يصاحبه من انسداد يبطّئ تدفق البول. تجرى هذه الجراحة تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي.

لا يحدث رفع الإحليل البروستاتي أي جروح في الجسم ولا يتم خلاله تدمير وإزالة أنسجة البروستاتا. يوصى بهذا الإجراء لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات جنسية في الانتصاب والقذف؛ نظرًا لقلة تأثير هذه الجراحة على القدرة الجنسية للمريض مقارنًة بغيرها من جراحات البروستاتا.

• الجراحة المفتوحة

الجراحة المفتوحة لاستئصال البروستاتا سواء بأكملها أو جزء منها يتطلب قيام الطبيب بإجراء قطع أو شق في الجلد للوصول عبره إلى البروستاتا. غالبًا ما يستخم هذا الإجراء في حالات البروستاتا المتضخمة بشكل كبير، تضخم البروستاتا المصحوب بمضاعفات عند المريض، أو في حالات تضرر المثانة وحاجتها إلى الإصلاح.

تجرى الجراحة المفتوحة تحت التخدير العام وتتطلب إقامة أطول في المستشفى وفترات شفاء أبطأ حتى يتمكن المريض من العودة لممارسة أنشطة حياته الطبيعية.