تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يصاحب الشخص مدى الحياة، ويتميّز بصعوبات في التفاعل والتواصل الاجتماعي و ظهور أنماط محدودة ومتكررة من السلوك والاهتمامات.

يُشير اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة متباينة من الأعراض ومستويات الشدة التي تظهر بفِعْل مزيج من العوامل الجينية والبيئية. إذ يختلف الافراد ذوي اضطراب طيف التوحد في نقاط قوتهم والتحديات التي يواجهونها. وبناءً على ذلك، قد يحتاج بعضهم إلى دعمٍ كبير في حياتهم اليومية، في حين قد يحتاج آخرون إلى دعمٍ أقل، وربما يعيشون مستقلين بالكامل. وبغض النظر عن حدة اضطراب طيف التوحد، فقد ثبت أنّ التشخيص المبكر له أهميه كبيرة في ضوء الأدلة المتزايدة على التأثيرات الإيجابية للتدخل المبكر، والذي يُرى أنّه أحد مفاتيح التخفيف من حدة التأثيرات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد في جميع المجالات على مدى الحياة.

 

قد تشمل الأعراض المبكرة لاضطراب طيف التوحد:

  • غياب الابتسامات الهادفة ، أو أي تعبيرات مبهجة دافئة أخرى بعمر الستة أشهر.
  • عدم تبادل الأصوات، أو الابتسامات، أو تعابير الوجه بعمر التسعة أشهر.
  • عدم المناغاة أو الاستجابة للاسم بعمر 12 شهرًا.
  • عدم تبادل الإيماءات مثل التأشير، أو مد اليد للوصول إلى شيء، أو التلويح بعمر 12 شهرًا.
  • عدم انتاج الكلمات بعمر 16 شهرًا.
  • عدم تركيب عبارات مفهومة من كلمتيْن (غير التقليد أو التكرار) بعمر 24 شهرًا.
  • أي فقدان للقدرة السابقة على التلفظ بالكلمات والجمل.

 

التشخيص

لحسن الحظ، فإنّ باستطاعتنا حاليا تشخيص اضطراب طيف التوحد في مراحل عمرية مبكرة؛ ومن المتفق عليه حاليًا أنّ بالإمكان تشخيص معظم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بعمر 24 شهرًا.

فإذا كنت تشتبه بإصابة طفلك باضطراب طيف التوحد، أو كان طبيب الأطفال الذي يراجع عنده طفلك أو معلمه قد لفت نظرك إلى أمرٍ كهذا، فإنّ فريقنا في وحدة تشخيص واستشارات اضطراب طيف التوحد في مستشفى العبدلي جاهزٌ لمساعدتك. يضم فريقنا متعدد الاختصاصات أطباء أطفال وأطباء أعصاب متخصصين في الاكتشاف المبكر للإصابة باضطراب طيف التوحد، فضلًا عن المختصين المدرّبين على أدوات المعيار الذهبي الخاصة بتشخيص اضطراب طيف التوحد.

تشمل خدماتنا التي نقدّمها ضمن وحدة تشخيص واستشارات اضطراب طيف التوحد:

  • عيادة تشخيصية شاملة:
    يشمل الاختبار التشخيصي لاضطراب طيف التوحد في عيادتنا:
    • كشف سريري على يد طبيب أطفال و/أو طبيب أعصاب متخصص في اضطراب طيف التوحد.
    • أدوات اختبار قياسي منظمة، ومن "المعيار الذهبي"، ومثبتة دقتها تجريبيًا في تقييم طيف التوحد، ولا سيما أداتيْ جدول المراقبة التشخيصية للتوحد، ومقابلة تشخيص التوحد – المنقحة. وتشمل أدوات الاختبار القياسي هذه مراقبة مباشرة لأداء الطفل للمهارات المعرفية، واللغوية، والاجتماعية بطريقة قائمة على اللعب، ومقابلة شاملة مع أولياء الأمر.
    • تقرير خطي لاختبار تشخيص اضطراب طيف التوحد، تتم مراجعته ومناقشته ضمن لقاء تغذية راجعة تشخيصية مع مقدّمي الرعاية.
  • الإرشاد الأُسري وخدمات الدعم
    • الإرشاد الأُسري بعد تشخيص الإصابة باضطراب طيف التوحد لمناقشة الخيارات، والتخطيط لمسارات الرعاية.
    • المساعدة في الوصول إلى العلاجات التي تحقق أفضل النتائج.
    • تقديم تدريب "أكثر من مُجرّد كلمات – برنامج مركز The Hanen" لأوياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، لتطوير مهاراتهم في التواصل الاجتماعي، والتقليد، واللعب.

 

التدخلات

لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد. مع ذلك، فإنّ الاكتشاف المبكر الذي يستهدف السلوكيات الأساسية للتوحد يُحدث فرقًا كبيرًا في تنمية قدرات الطفل. قد يُعاني العديد من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد من ظروف طبية أخرى مثل اضطراب النوم، ونوبات الصرع ، والاضطراب الهضمي. ويمكن لعلاج هذه الحالات أن يُعزز الانتباه، والتعلّم، والسلوكيات المرتبطة بذلك.

يختلف كل شخص ذوي اضطراب طيف التوحد بنقاط القوة التي يمتلكها، والتحديات التي يواجهها. وبالتالي، قد تكون الاستراتيجيات الناجحة مع أحد الأشخاص غير ناجحة مع شخص آخر. وعليه، يجب أن توضَع كل خطة تدخل أو علاج للتوحد لتلبّي الاحتياجات الخاصة بالفرد. وقد تشمل خطة العلاج تدخلات سلوكية، أو علاجًا للنطق، أو علاجًا وظيفي، أو وصف الأدوية، أو مزيج من ذلك كله.

من المهم جدًا أن تتحدث إلى الاختصاصيين حول احتياجات طفلك والتدخلات التي يمكن أن تلبي هذه الاحتياجات.